مع قرب شهر رمضان، يستعد أحمد المسحر، الملقب بـ«أبوطبيلة» للتجوال في شوارع تاروت «شرقي السعودية»، على وقع إيقاعاته، وصدى نداءاته التي توقد على إثرها أنوار البيوت، لاستقبال يوم صوم جديد. ووفق «العربية» يجول أحمد بانتظام بين المنازل، كدأبه منذ 7 عقود أو يزيد، متجولا بين الأحياء والشوارع الضيقة، مناديا بصوته العذب، لحماية مهنته من الاندثار، وحث الناس على التمسك بالقيم المجتمعية القديمة، التي ارتبطت بالشهر الفضيل. ورغم مزاحمة الساعات المنبهة لمهنة المسحر، الذي أخذت في الاختفاء من أغلب مدن ومحافظات المملكة، يرفض المسحر السبعيني استبدال «أبو طبيلة» بوسائل التكنولوجيا، متمسكاً بطبلته صاحبة الـ160 عاما عمرا، التي يدرب عليها ابنه، ليكون خلفا له، كما كان هو خلفا لأبيه وجده من قبله، واستخدموها جميعا لإيقاظ الأهالي لتناول السحور. ما دفع أهل المنطقة لإطلاق اسم «المسحر» على عائلته.